عيناك ملاذي بقلم سارة علي

موقع أيام نيوز

لو هي طلبت الطلاق ..
يعني جوازكم هيكون جواز عادي ..!
سأله فراس مصډوما ليومأ أمير برأسه وهو يقول بجدية 
انا مش هظلم ربى يا فراس .. كفاية الظلم اللي شافته لحد دلوقتي ..
طب وتالا ..!
اضطربت ملامحه كليا وهو يستمع الى سؤال صديقه .. 
رد اخيرا بهدوء ظاهري يعاكس ثورة المشاعر التي تأججت داخله 
تالا حالة خاصة .. هي مراتي الاولى وهتفضل كده ..
انت حبيتها ولا ايه ..!
صډمه سؤاله للحظات لكنه أجابه بثقة شارحا ما يدور في داخله 
مش عارف بس مش عايزها تبعد .. برتاح وانا معاها .. تالا ففترة صغيرة بقت كل حياتي .. يمكن هتستغرب من كلامي ده بس هي دي
الحقيقة ..
دي حاجة نحير فعلا .. انت شكلك مش عارف تحدد مشاعرك يا امير .. بس لازم تعرفها ..
ظل امير صامتا شاردا دون ان يرد عليه فقال فراس مسترسلا بحديثه 
متفضلش كده كتير .. انا عارف انوا اللي بتمر بيه مش سهل .. 
فراس الكلام ده يفضل بينا .. محدش يعرفه .. انا قلتلك اللي حصل مع ربى لاني بثق فيك ولاني هحتاجك تجيبلي معلومات عن الولد اللي عمل كده ..
اومأ فراس برأسه متفهما وقال بإذعان 
متقلقش يا أمير .. انا معاك بكل الاحوال ..
.....................................................................................
دلف الى شقته أخيرا بعد يوم طويل قضاه يفكر بما يحدث معه وبكل شيء يمر به ...
يوم لا يعرف كيف انتهى معظمه ..
رنين هاتفه ايقظه من شروده ليجد ربى تتصل به ... 
أجابها على الفور وهو يقول بإقتضاب 
نعم ..!
جاءه صوتها الشاحب المتردد 
هو احنا هنكتب الكتاب بكره مش كده ..!
أجابها مؤكدا ما قالته 
ايوه ان شاءالله ..
سألته مرة اخرى بتوتر
طب فيه حاجة مطلوبه مني ...! 
أجابها وهو ينظر الى تالا بطرف عينيه 
ابقي جهزي هدومك عشان هتعيشي فمكان تاني غير الفندق ..
ابتسمت لا اراديا وهي تفكر بأن أمير لم ينس شيئا مهما كهذا ... شكرته قائلة 
ميرسي يا أمير .. ميرسي بجد ..
العفو..
قالها أمير وأغلق الهاتف بعدها ثم نهض من مكانه واتجه الى غرفة نومه غير أبها بنظرات تالا الحائرة ... 
رغما عنها شعرت تالا بأن هناك شيئا سيئا ينتظرها بسبب هذه المكالمة ..
شعور لم تفهم سببه لكنها قررت أن تتناساه مؤقتا فهي تثق بأمير كثيرا ...
ما ان اغلقت ربى الهاتف مع أمير حتى تنهدت براحة قبل ان تستدير نحو صديقتها نهى وتهتف بفرحة شديدة 
بكره كتب الكتاب ..
مبروك يا حبيبتي .. 
قالتها نهى بهدوء لتقترب منها ربى وتسألها بحيرة 
مالك يا نهى ..! شكلك مش فرحانه ..
زفرت نهى نفسا عميقا وقالت بجدية 
فرحانه طبعا ... بس كنت اتمنى لو ميكونش متجوز غيرك ..
مقداميش حل تاني يا نهى .. انا بحبه وعاوزاه يكون معايا ... 
قالتها ربى بصدق قبل ان تكمل بنبرة حزينة 
هو فاكرني هتجوزه عشان يردلي حقي بعد اللي عملته والدته فيا .. بس انا هتحوزه عشان بحبه وعايزاه ..
طب ومراته ..!
سألتها نهى بحيرة لترد ربى بضيق 
مش عارفة .. بس مظنش انوا بيحبها .. انا حاسه انوا فيه سر ورا جوازه منها ..
ليه بتقولي كده ..!
سألتها نهى بحيرة وعدم فهم لترد ربى بجدية 
اصلي سألت عنها وعرفت إنها صغيرة ومش متعلمة حتى .. وكانت بتشتغل عنده خدامه .. تخيلي ...
وإيه يعني ..! ما يمكن بيحبها اوي عشان كده اتجوزها رغم كل الكلام ده 
اضطربت ملامح ربى لا إراديا عندما تخيلت انه من الممكن ان يكون امير محبا لتلك الفتاة لكنها عادت ونفضت تلك الأفكار من رأسها وقالت بجدية
اكيد لا ... مستحيل يكون بيحبها ... أمير طول عمره بيحبني انا .. وانتي عارفة ده كويس ..
نظرت اليها مها يشك لتزيح ربى وجهها بعيدا عنها وهي تحاول ألا تفكر بهذه الطريقة فهي تثق بأمير أكثر من أي شيء ...
...............................................................................
في اليوم التالي ...
خرج كلا من امير وربى من عند المأذون بعدما أكملوا اجراءات عقد قرانهم ..
ودعا الشهود وركبت ربى بجانب امير داخل سيارته وهي تحمل عقد الزواج بملامح سعيدة .. 
قاد أمير سيارته متجها الى المنطقة التي توجد بها شقتهما.. لقد استأجر أمير لربى شقة صغيرة في منطقة راقية كي تعيش بها فهي باتت زوجته ومسؤولة منه ...
وصلا الى تلك المنطقة بعد حوالي نصف ساعة .. أوقف أمير السيارة بجانب العمارة وهبط منها وهبطت ربى من جهتها هي الاخرى ...
صعدا الاثنان الى الشقة التي تقع في الطابق الثالث ...
دلفت ربى يتبعها امير بعدما اغلق الباب خلفيهما ...
تقدم بخطوات هادئة ليجد ربى تتأمل الشقة قبل ان تستدير نحوه وتهتف بإعجاب واضح 
حلوة اوي .. بجد حلوة اوي ..
ثم أردفت وهي تنظر الى أمير الجامد 
أمير ممكن نتكلم شوية ...
طبعا ..
انا عارفة انوا جوازنا تم بسرعة وعارفة سبب جوازك مني بس يهمني اعرف دلوقتي وحالا .. هل جوازنا ده هيكون مؤقت ولا هيكون جواز طبيعي ويستمر عادي ..!
أطلق أمير تنهيده صغيره قبل أن يجيب بصدق 
القرار ده ليكي مش ليا .. انا كل اللي اقدر اوعدك بيه اني هكون جمبك وهعملك كل اللي يريحك ..
ابتسمت ربى بإمتنان قبل ان تهتف بجدية 
انت عارف انا اتجوزتك ليه ..! مش عشان تستر عليا .. انا كان ممكن أتجوز اي واحد يعمل كده ... بس معملتهاش لأني بحبك ومش عايزة غيرك ... أمير انت الحلم اللي استنيته سنين طويله ومش مستعده أخسره ابدا ..
ربت أمير على ذراعها وقال 
مش هتخسريني يا ربى ...
ابتسمت بتوتر قبل أن تقترب منه وتحيط وجنتيه بكفيها تنظر الى عينيه بشوق جارف ... ارتبك أمير كليا بسبب ما تفعله بينما هتفت هي به 
انا بحبك يا امير... بحبك اووي ..
وأكملت برجاء خالص 
ممكن نكون مع بعض ومنفكرش بأي حاجة تانيه ..
لا يعرف ماذا كان عليه ان يفعل ... هناك شيء بداخله يجعله لا يستجيب لها .. لكنها اصبحت زوجته وعليه ألا يظلمها ... عليه ألا يحرجها أبدا ..
ربى أحبته بصدق وهي لا تستحق منه شيئا كهذا ...
عند هذه النقطه قرر إزاحة أي موانع لديه جانبا واقترب منها 
يتبع
الفصل الثاني عشر
شعور بالۏجع يجتاحه بقوة ..مرارة كبيرة تسيطر عليه .. يشعر أنه نذل وخسيس ... خائڼ وعديم الضمير ...
ارتدى بنطاله وقميصه بسرعة وخرج من عندها بينما هي غطت .
هناك شيء فيه تغير .. شيء جعلها تتأكد أن مكانتها في قلبه لم تعد كما هي .. أنها لم تعد حبيبته ومالكة قلبه الوحيدة ..
هبطت من فوق السرير وارتدت ملابسها على عجلة ثم اتجهت خارج غرفتها لتجد جالسا على الكنبة منكسا رأسه نحو الأسفل ..
اقتربت منه تسأله بإضطراب 
مالك يا أمير ..! 
رفع بصره نحوها يتأملها عن قرب قبل ان يهتف بصوت متحشرج 
انا اسف .. اسف بجد ..
بتعتذر ليه ..!
سألته برقة وهي تقترب منه وتجلس بجانبه ليهتف بصوت خاڤت
خجل 
لأني مكنتش معاكي زي ملازم اكون ..
ابتلعت ريقها الجاف وقالت بثبات مصطنع 
انا عارفة انك تعبان ومضطرب ... عارفة ومقدرة ده ..
نظر إليها بطرف عينيه وهو يفكر أنها لا تفهم ما حدث ... ولن يستطيع هو أن يشرح لها .. كيف سيخبرها 
أنها خطرت على باله وتمنى لو من كانت هي 
زفر نفسه بإحباط وقال بصوت هادئ 
انا فعلا مضطرب ... ومحتاج اهدى شويه ..
لن يخبرها بإي شيء .. ولن ېجرحها... يكفي ما فعله .. لقد خانه تفكيره بشكل أدمى قلبه .. لكن مالذي يجعله يفكر بها في وقت كهذا ..! 
لماذا باتت تالا تحتل كل تفكيره وتسيطر على رغباته ..! كيف أصبحت بين ليلة وضحاها كل شيء بالنسبة له ..! كيف تسللت إليه بسهولة ..!
أفاق من أفكاره تلك على صوت رنين هاتفه ينبأه عن وصول رساله من رقم غريب على تطبيق الواتساب ليفتح الرساله فيجد فيديوهات أسفلها عبارة واحدة 
لو مش عايز الفيديوهات دي تتنشر على الملأ نفذلي كل اللي هطلبه منك 
نهض من مكانه مبتعدا عن ربى وبدأ يفتح اول فيديو لينصدم مما رأه ا ... أغلق الهاتف على الفور ورماه أرضا بلا وعي قبل ان يضغط عليه بقدمه بعصبية لېتحطم الى عدة اجزاء ...
شهقت ربى پصدمة بينما ركض أمير مسرعا خارج الشقة غيرأبها بصړاخ ربى ..
لا يعرف كيف قاد سيارته دون أن يفتعل حاډث ... ! 
كيف وصل إلى الحارة وتحديدا عند منزل عم تالا ...
أخذ يطرق على بابهم پعنف ليقترب أحد الرجال المارة منه ويهتف به 
مفيش حد هنا .. سابوا البيت من كام يوم ..
استدار أمير نحوه وسأله ببرود 
راحوا فين ..!
أجابه الرجل وهو يهز كتفيه بعدم معرفة 
معرفش والله ...
نظر أمير إليه واوما برأسه متفهما قبل ان يتجه عائدا الى سيارته ..
بعد حوالي ثلاث ارباع ساعة اوقف سيارته امام العمارة التي تقطن بها تالا ..
أخذ ينظر الى العمارة بملامح متجهة قبل ان يستدير نحو المقود ويضرب عليه بكفي يديه عدة مرات ..
كانت جالسة امام التلفاز تنظر اليه بشرود ... عقلها يفكر بأميروتغيره معها ..
كانت تشعر بالحزن والقهر الشديدين منه .. لقد صدق أنها مذنبة .. 
لا تعرف لماذا بات يحتل أمير جزءا كبيرا وأساسيا من قلبها وعقلها ..
هل أحبته دون أن تعي ..! هل هذا هو ما يسمونه بالحب ..!
أدمعت عيناها كثيرا وهي تتذكره وتتذكر تلك الليلة التي قصتها بين أحضانه ..
كيف غمرها بشغفه وحنانه ..!
سمعت صوت الباب يفتح فقفزت من مكانها على الفور واتجهت بلهفة شديدة نحو الباب لتجد أمير أمامها ينظر إليها بنظرات متخاذلة متاسفة ..
اقتربت منه تنظر إليه ببراءة مطلقة قبل ان تمسك كف يده وتهتف بصوتها الرقيق 
مالك يا أمير .. انت كويس ..!
حررها بعد لحظات وهتف بينما كفيه يحتضنان وجهها 
انا اسف .. سامحيني ..
ابتسمت له ببراءة وقالت 
انا مش زعلانه منك ..
ثم أردفت بنبرة متشنجة وملامح متلهفة 
انت لسه زعلان مني ..!
انا عمري ما ازعل منك يا تالا ..
ا
العصبية والتسرع في تصرفاته ليس حلا ...
عليه ان بجد حلا سريعا ويحل المشكلة من جذورها ...
أفاق من أفكاره تلك على تالا وهي تتململ بين ذراعيه .. وجدها تفتح عينيها الخضراوين وتنظر له بإبتسامة سعيدة .. لا تصدق أنه عاد إليها وسامحها ..
ارتحتي بعد منمتي..!
اومأت برأسها وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها ليكمل 
الحمد لله ... شكلك كان تعبان 
انا منمتش اصلا من ساعة اللي حصل ..
قالتها بعفوية فشحبت ملامحه قبل ان يضمها إليه وهو يتمتم بإعتذار للمرة الثانيه 
انا اسف بجد يا تالا .. 
أقوم اعمل عشا ..!
سألته مغيرة الموضوع فأجابها بسرعة 
لا أنا هطلب من بره .. 
يلا قومي ذاكري ...
قالها أمير وهو ينهض من مكانه قبل ان يكمل 
وانا هطلب اكل لينا ..
اومأت براسها متفهمة ثم نهضت من مكانها واتجهت نحو غرفتها لتحضر كتبها وتبدأ في مذاكرتها ...
يتبع

تم نسخ الرابط