عيناك ملاذي بقلم سارة علي

موقع أيام نيوز

ليجد تالا ما زالت تنتظره وقفت من مكانها بسرعة ما إن وجدته يلج الى داخل الشقة بينما عيناها تبعثان الكثير من التساؤلات 
التساؤلات جميعها تبخرت ولم يتبق سوى تفكيرها في الحزن الواضح على محياه فسألته بنبرة قلقة 
إنت كويس !
ممكن ترتاح شوية 
نظر إلى الجانب الأيمن وهو يفكر بما سمعه من ربى 
ربى لا تكذب هذا ما أدركه أخيرا فهو يعرفها جيدا ويدرك مدى صدقها
والدته لطالما كانت إمرأة قوية متسلطة لكنه لم يتصور يوما إن يصل بها الأمر إلى هنا 
كانت تالا تشعر يتخبطه وضياعه فسألته بتردد 
طب تحب أعملك إيه !
نظر إليها بهدوء قبل أن يفاجئها وينحني قليلا نحوها وقد ذهبت جميع الأفكار الأخرى بعيدا ولم يتبق سوى تالا في خياله 
رفعها من كتفيها وأقفها أمامه بعدما نهض هو الأخر من مكانه 
قلتي ايه !
سألها محاولا إخراجها من صډمتها الواضحة بسبب تصرفه فأجابته بصوت خاڤت 
تحب أعملك حاجة !
قال بسرعة وصدق 
أيوه احب جدا 
طب أعملك ايه ! قول وأنا هعملهولك حالا 
فتحت تالا عينيها الخضراوين أخيرا تنظر إلى 
هذه المرة كانت قب طويلة أطاحت بما تبقى من عقلها وجعلت الفراشات ترفرف داخل معدتها 
لا تعرف كيف ابتعد عنها أمير وكيف سحبها من ذراعها
كان ينسى العالم كله ينسى الماضي و
يتبع
الفصل الثامن
حل الصباح مجددا يحمل أملا جديدا أم ألما لا أحد يعلم 
استيقظ أمير من نومه بعد ليلة طويلة قضاها وهو يفكر بكل شيء 
بما حدث بينه وبين تالا أولا وما أخبرته به ربى ثانيا 
اعتدل في جلسته وتلك الأفكار ما زالت تدور داخل ذهنه ماذا سيفعل !
نهض من فوق سريره محاولا إزاحة تلك الأفكار جانبا عل وعسى ينجح في ذلك 
أمام غرفة تالا وقف أمير بعدما أخذ حمامه الدافئ وغير ملابسه أخذ ينظر الى باب الغرفة بتردد وخجل اللعڼة لماذا يخجل مما فعله وهو زوجها !
زفر نفسا قويا وهو يطرق على باب غرفتها محاولا طرد تلك الأفكار منه 
لا داعي للخجل ابدا فتالا زوجته حلاله وهو يحق له فعل هذا وأكثر 
فتحت الباب أخيرا لتظهر منه تالا وهي منكسة رأسها نحو الأسفل 
تأملها أمير بحيرة فماذا سيفعل معها وكيف يبرر لها ما فعله 
أخذ نفسا عميقا قبل أن ينادي عليها لترفع بصرها نحوه ببطء قبل أن تلتقي عيناها بعينيه فيسألها أمير بصوته الرخيم 
انت كويسة !
اومأت برأسها وهي تشعر بالحرج من كل ما حدث فأكمل بلهجة جاهد كي تخرج عادية باردة 
لازم تعرفي انوا اللي حصل امبارح ده شيء طبيعي بين أي إتنين متجوزين يعني ملوش لزوم تتكسفي ابدا 
اومأت برأسها دون أن تنظر إليه حتى وهمت بالتحرك من أمامه ليقف في وجهها مانعا إياها من التحرك 
رفعت تالا وجهها في وجهه ترمي إياه بنظرات متسائلة حائرة ليقول بصوت هادئ متزن 
أتمنى إنك تستوعبي المرحلة الجديدة اللي احنا بنمر بيها 
هزت رأسها وهي ما زالت تنظر إليه لكن نظراتها كانت تختلف هذه المرة كانت دافئة وكأنما تحتويه وتشعر بما يدور في خلده 
شعر بالراحة والرغبة في الإرتماء داخل أحضانها أثرا لنظراتها تلك هو يحتاجها وبشدة يحتاجها بشكل لم يتصوره
يوما 
حافظ على سكونه وهدوءه وهو يهتف أخيرا بنبرة عملية بحتة 
يلا بينا عشان هتأخر عالشغل 
قالت تالا بسرعة 
أجيب شنطتي حالا وأجي 
وبالفعل جلبت حقيبتها وسارت وراءه خارج الشقة كي يوصلها الى مدرستها ثم يتجه هو الى شركته 
على مائدة الأفطار 
جلس كرم وهو يتثائب على مائدة الأفطار لتصيح به والدته بضيق 
قلتلك مية مرة متنامش متأخر مش حلوة قعدتك قدامنا كده 
مط كرم شفتيه بلا مبالاة وهو يتناول طعامه بينما تحدث الأب متسائلا 
بتشوف أمير يا كرم !
اومأ كرم برأسه دون رد بينما قالت والدته متدخله في الحوار 
وعامل ايه !
تمتم كرم بهدوء 
كويس 
ثم أردف بنبرة ماكرة 
ربى رجعت مصر 
غصت والدته في لقمتها وأخذت تسعل بشدة ليعطيها زوجها كوب الماء كي تتناوله أخذته منه وتناولته بسرعة بينما سأله والده بضيق 
رجعت امتى ! وعرفت منين !
أجابه كرم بجدية 
عرفت وخلاص رجعت امبارح وزارت أمير كمان 
كمان ! زارته ليه !
سألته والدته مصډومة ليهز كتفيه وهو يجيبها 
معرفش اسأليه هو 
حل الصمت المطبق بينهم صمت قطعه كوم وهو يهتف ساخرا 
هتفضلوا ساكتين كده كتير ! اتكلموا قولوا اي حاجة 
قالت الأم بقلق 
رجعة البنت دي مش مريحاني خاېفة يرجعوا لبعض 
قال الأب بجدية 
ياريت جايز ده يرجع أمير لينا 
نظرت الأم إليه بعدم تصديق مما يقوله قبل أن تهتف به پغضب 
انت بتقول ايه ! يرجعوا لبعض ازاي !
تدخل كرم في الحوار قائلا 
زي اي اتنين بيرجعوا لبعض يا ماما 
صاحت الأم 
مينفعش 
تطلع كرم الى والده بحيره بينما شعرت الأم بتسرعها بردة فعلها تلك فقالت محاولة تلافي شكوكهما 
مينفعش يرجعوا لبعض احنا مصدقنا خلصنا منها 
انت المفروض تتمني إنوا إبنك يرجع ليها 
قالها كرم بسخرية لترد الأم بحيرة وتوجس 
ليه !
تنهد كرم وقال أخيرا 
أمير إتجوز 
صړخ الأب والأن في أن واحد 
نعم !
اومأ كرم برأسه بينما سألت الأم بسرعة 
اتجوز امتى وازاي ! ومين هي العروسة !
أجابها كرم ببساطة 
إتجوز الخدامة اللي كانت شغالة عنده 
حلت الصدمة فوق رأسها لتهتف وهي تهز رأسها نفيا 
لا انت اكيد بتضحك عليا 
للاسف انا زيك اڼصدمت لما شفتهم خارجين مع بعض 
سألته يعني !
سأله الأب بخفوت ليومأ كرم برأسه وهو يخبرهم بما قاله أمير 
وقالي أعرفك دي مراتي 
نهضت الأم من مكانها بعصبية بينما تطلع الاثنان الى أثرها بحيرة 
دلفت الى داخل الشركة بخطوات عصبية 
كانت تسير بسرعة وصوت طرقات كعبها العالي ينطلق خلفها 
وصلت أخيرا الى مكتبه لټقتحم المكتب غير مبالية بمحاولات السكرتيرة لمنعها 
انتفض امير من مكانه واڼصدم بشدة حينما رأها تقف بكل جبروت أمامه تنظر إليه بقوة وتحدي 
أشار الى السكرتيرة أخيرا بعدما استوعب ما يحدث 
سيبينا انت دلوقتي ! 
خرجت السكرتيره تاركة إياهما لوحديهما ليهتف بها أمير سائلا إياها ببرود 
خير ! جايه ليه !
انت اتجوزت الخدامة !
سؤالها كان واضحا وصريحا وهو استقبله ببرود تام ولا مبالاة واضحة في جوابه 
اه اتجوزتها 
ليه يا أمير ! إتجوزتها ليه ! 
صاحت به بعدم تصديق ليبتسم بهدوء وهو يجيبها 
عجبتني وإتجوزتها 
عجبتك الخدامة !
قالتها بملامح كارهة مشمئزة ليردعها أمير على الفور
ياريت تتكلمي عنها بإسلوب كويس تالا مراتي ومش هسمح لأي حد إنو ېهينها أو يقلل منها 
اقتربت نحوه بخطواتها الباردة وقالت بلهجة كارهة 
طول عمرك متسرع فقراراتك وبتحب تبص للي هما اقل منك بكتير ياما قلتلك بص للي من مستواك بس انت اختياراتك دائما كانت غلط 
لم يجبها بل ظل يتأملها بنظرات جامدة وإيتسامة هادئة تعلو ثغره لتكمل بقوة 
مكنتش متصورة انوا مستواك ممكن ينزل للدرجة دي 
كاد أن يجيبها ويخبرها لما عرفه عنها لكنه تراجع في اللحظة الاخيره وهو يفكر أن هذا ليس الوقت المناسب 
سيخبرها ولكن ليس الأن 
وجدها تتحرك خارج الغرفة قبل ان تقف للحظات تستدير بعدها نحوه ترميه بنظراتها الثانيه قبل ان تقول 
خد بالك من تصرفاتك يا أمير بلاش تتسرع فيها 
ثم تركته ورحلت 
يتبع
الفصل التاسع 
كانت تالا تسير داخل غرفتها ذهابا و إيابا تفكر في أمير الذي يجلس في الخارج يتابع التلفاز بينما هي تشعر بالخجل والتردد الشديد من رؤيته 
منذ أن عادا سويا الى المنزل وهي تلتزم غرفتها ترفض أن تخرج منها 
ما حدث ليلة البارحة ترك أثرا كبيرا داخل أعماقها أثرا يكبر بداخلها تدريجيا ويحتل جزءا من قلبها 
سمعت صوت طرقات على باب غرفتها فإنتفضت كليا بينما أمير ينادي عليها بهدوء 
تالا مش هتخرجي 
سارت بخطوات بطيئة نحو الباب ووقفت بجانبه قبل أن تهمس بخفوت 
جايه 
سمعت صوت خطواته وهي تبتعد تدريجيا عنها فتنفست الصعداء وهي تجلس على سريرها عاقدة ذراعيها أمام صدرها تفكر في حل لهذا المأزق 
في نهاية المطاف قررت أن تخرج وتقابله بوجه عادي هي زوجته وما حدث البارحة شيء طبيعي بين أي زوجين 
تنهدت بصمت وهي تفكر بأنهما ليسا كأي زوجين بل يختلفان تماما عن أي إثنين تزوجا بشكل طبيعي 
سارت بخطوات بطيئة خارج الغرفة وجدت أمير جالسا في مكانه واضعا قدما فوق الاخرى 
هي مش الليلة راس السنه !
اومأ برأسه متعجبا من سؤالها الغريب ليجدها تكمل بخجل 
مش المفروض تقضيه مع اهلك !
ابتسم بخفوت قبل ان يهتف بنبرة مريرة 
انا مليش اهل يا تالا 
انت يتيم !
سألته ببراءة ليزفر نفسا خاڤتا قبل أن يهز رأسه نفيا ويكمل بجدية 
لا مش يتيم بس اعتبريني كده 
تطلعت إليه بنظرات مترددة حائرة ليهمس بإسمها قائلا 
تالا ممكن تجي تقعدي جمبي 
اتجهت نحوه على الفور وجلست بجانبه ليسترسل وهو يحيط كتفيها بذراعه 
خليكي جمبي يا تالا انا محتاجك جمبي 
توترت كليا وهي تجلس بهذا الوضعيه جانبه وشعر هو بتوترها 
فتح عينيه مرة أخرى وقال 
تالا 
نعم 
تحبي نسهر بره الليلة !
زي ما تحب 
تطلع إليها بإبتسامة وقال بحماس تملك منه فجأة 
قومي غيري هدومك 
نهضت بسرعة من مكانها واتجهت الى غرفتها أخرجت من الخزانة ملابس خروج وارتدتها بسرعة قياسية 
اما أمير فنهض هو الاخر من مكانه واتجه نحو الحمام غسل وجهه بالمياه الباردة ثم جففه بالمنشفة خرج من الحمام وارتدى معطفه ليجد تالا تخرج من غرفتها بعد لحظات فمسك كف يدها وسار بها خارج الشقة 
في احد المطاعم الراقية 
جلسا كلا من امير وتالا على احدى الطاولات
الموجودة في المكان 
تقدم النادل منهما وهو يحمل المياه لهما ثم وضع قائمتي الطعام أماميهما 
بدأ أمير يقرأ قائمة الطعام حينما انتبه الى تالا الشاردة فسألها 
رحتي فين يا تالا !
أفاقت من شرودها على سؤاله لتجيبه بإبتسامة خاڤتة 
معاك 
تحبي تاكلي ايه !
سألها بجدية لتجيبه ببساطة 
مش عارفة اطلب لينا اللي انت حابه 
ابتسم لها ثم أشار الى النادل كي يأتي ويأخذ طلباتهما 
سجل النادل طلباتهما ورحل بينما تحدث امير قائلا 
اخبار دراستك ايه !
أجابته بخجل 
كويسة 
هتفضلي تتكلمي بشكل رسمي معايا !
سألها بضيق مصطنع لتقول بسرعة 
لا والله مش كده 
ضحك بخفوت وقال 
طب اتكلمي معايا قولي اي حاجة 
اقول ايه !
سألته بحيرة ليرد بجدية 
احكيلي عنك انا معرفش اي حاجة عنك يا تالا 
نظرت إليه بهدوء وقالت 
أحكيلك ايه بالضبط !
هو والدك ووالدتك ماتوا لما كنتي صغيره !
اومأت برأسها وقالت 
لما كان عندي سبع سنين
تم نسخ الرابط